يعد الحقن المجهري من أفضل الوسائل المستخدمة في علاج العقم وتأخر الإنجاب، إلا أن هناك بعض المشاكل والمخاطر المتعلقة به كأي عملية جراحية أخرى.
في هذا المقال نوضح لكم مخاطر الحقن المجهري، بالإضافة إلى بعض النصائح التي يمكن لكل من الزوجين اتباعها قبل الخضوع للعملية.
محتوى المقال
دواعي الحقن المجهري
الحقن المجهري هو أحد الطرق المستخدمة في علاج العقم وتأخر الإنجاب، وذلك عن طريق استخراج البويضات من الزوجة وتلقيحها بالحيوانات المنوية صناعيًا خارج الرحم، ثم زرع الجنين داخل الرحم لاستكمال نموه بشكل طبيعي.
ولهذا تعتبر دواعي الحقن المجهري هي أي مشكلة قد يتعرض لها الزوجين مما يمنع حدوث تلك المراحل بشكل طبيعي، مثل الحالات الآتية:
- تلف أو التصاق الأنابيب نتيجة العدوى أو العمليات السابقة.
- وجود مشاكل في التبويض مما يؤدي لقلة عدد البويضات الناتجة بشكل طبيعي.
- مشاكل الرحم مثل البطانة المهاجرة أو الأورام الليفية.
- مشاكل في الحيوانات المنوية سواء من حيث الجودة أو العدد.
- فشل بعد الوسائل الأخرى المستخدمة في علاج العقم مثل التلقيح الصناعي على سبيل المثال.
- تأخر الإنجاب غير المعلوم.
كيف تستعد للحقن المجهري؟
في البداية، يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية المنشطة للتبويض قبل عدة أيام من العملية، وذلك للحصول على أكبر عدد ممكن من البويضات (15-20 بويضة لضمان أفضل النتائج)، ثم يتم متابعة نمو البويضات عن طريق السونار، وذلك استعدادًا لسحب البويضات والقيام بالعملية.
مدة العلاج بالحقن المجهري
تستغرق كل مرحلة من مراحل الحقن المجهري عدة أيام تختلف من حالة لأخرى، إلا أن مدة الدورة الواحدة غالبًا لا تتعدى 3 أسابيع إلى شهر، يتم تقسيمها كالآتي:
- مرحلة الأدوية: تستغرق حوالي 10 أيام.
- مرحلة سحب البويضات: تتم في يوم واحد ولا تتعدى 15 دقيقة، تعود بعدها المرأة للمنزل في نفس اليوم.
- مرحلة نمو الأجنة: تستغرق حوالي من 3 إلى 5 أيام.
- مرحلة زرع الأجنة داخل الرحم: تتم أيضًا في نفس اليوم وتعود المرأة بعدها للمنزل.
- مرحة التصاق ونمو الأجنة ومعرفة نتيجة المجهري: تظهر النتيجة خلال 10 إلى 14 يوم من عملية زراعة الأجنة.
قد يهمك: ما هي عملية تجميد الأجنة.
مخاطر الحقن المجهري
توجد بعض المخاطر المتعلقة بالحقن المجهري، كأي عملية جراحية قد تخضعين لها، وتتمثل تلك المخاطر في:
1. فرط تنشيط المبيض
تُعد متلازمة “فرط تنشيط المبيض” واحدة من أخطر وأهم الأعراض الجانبية لأدوية التنشيط، ولاسيما التلقيح الصناعي والحقن المجهري.
أعراض فرط تنشيط المبيض
تتفاوت الأعراض الناجمة عن متلازمة “فرط تنشيط المبيض” من أعراض خفيفة إلى متوسطة أو حادة.
في الحالات الخفيفة إلى المتوسطة، يمكن أن تشمل الأعراض ما يلي:
- آلام في البطن خفيفة إلى معتدلة.
- انتفاخ البطن أو زيادة حجم الخصر.
- الغثيان.
- القئ.
- الإسهال.
أما في الحالات الشديدة، قد تعانين من:
- زيادة سريعة في الوزن – أكثر من 1 كيلوغرام في 24 ساعة.
- ألم شديد في البطن.
- غثيان وقيء شديدين ومستمرين.
- جلطات في الدم.
- قلة التبول.
- ضيق في التنفس.
- تضخم في البطن.
مضاعفات فرط تنشيط المبيض
لمتلازمة “تنشيط المبيض” العديد من المضاعفات منها:
- وجود مياه على الرئة.
- الإصابة بجلطات في الأوعية الدموية.
- الإصابة بجلطة على الرئة.
- الوفاة، نتيجة حدوث خلل بنسبة الأملاح في الجسم.
السبب الكامن وراء الإصابة بمتلازمة ” تنشيط المبيض”
يرجع السبب الكامن وراء الإصابة بمتلازمة تنشيط المبيض إلى الاستجابة المفرطة من المبيضين كنتيجة لتناول أدوية الخصوبة ولاسيما لدى مرضى تكيس المبايض.
حيث يزداد حجم كلًا من المبيضين كنتيجة للتنشيط المفرط وإفراز العديد من المواد الكيميائية بالدم، مما يتسبب ذلك في “تسريب” السوائل من الأوعية الدموية إلى التجويف البطني أو التجويف الصدري أو المساحة المحيطة بالقلب في الحالات الشديدة.
ما الإجراءات المُتبعة لعلاج هذه المتلازمة؟
لا يتطلب علاج الحالات ذات الأعراض الخفيفة أو المتوسطة إلى العلاج بالمستشفى، ولكن يكفي فقط شرب كميات كافية من السوائل طوال اليوم.
في المقابل، تحتاج الأعراض الحادة للمتلازمة إلى دخول المستشفى من أجل العلاج المكثف والمتابعة تحت إشراف الأطباء.
ولكن لحسن الحظ، أصبح حدوث متلازمة فرط التحفيز حاليًا نادرًا، وذلك بسبب استخدام بروتوكولات حديثة للعلاج تقوم على تجميد الأجنة وإعادتها للرحم خلال الدورة القادمة للأم بحيث يكون الرحم مهيأ لاستقبال الأجنة.
بعض الإجراءات المُتبعة للمساعدة على منع الإصابة بمتلازمة فرط تنشيط المبيض:
- تعديل جرعة الدواء، بحيث يستخدم طبيبك أقل جرعة ممكنة من الأدوية المنشطة.
- إضافة نوع معين من الأدوية، حيث أن بعض الأدوية تقلل من خطر الإصابة بمتلازمة فرط تنشيط المبيض دون التأثير على احتمالات الحمل.
- تجميد البويضات لإعطاء فرصة للمبيض للراحة واستكمال عملية الحقن المجهري في وقت لاحق.
2. ولادة التوائم
تزيد عملية الحقن المجهرى من خطر ولادة التوائم إذا تم نقل أكثر من جنين واحد إلى الرحم، ومن ثم تزيد مخاطر الحمل مقارنة بحمل بجنين واحد.
3. الإجهاض
يعتبر معدل الإجهاض لدى السيدات اللواتي يحملن عن طريق أطفال الأنابيب مماثل لمعدل النساء اللواتي يحملن بشكل طبيعي – حوالي 15٪ إلى 25٪ – لكن يزداد ذلك المعدل مع تقدم سن الأم.
4. مضاعفات عملية استرجاع البويضات
قد يؤدي استخدام إبرة الشفط لجمع البويضات إلى حدوث نزيف أو عدوى أو تلف في الأمعاء أو المثانة أو الأوعية الدموية.
5. الحمل خارج الرحم
حوالي 2٪ إلى 5٪ من النساء اللواتي يستخدمن عملية التلقيح الاصطناعي يعانين من الحمل خارج الرحم.
6. بعض أنواع السرطان
أشارت بعض الدراسات الأولية إلى احتمال وجود صلة بين بعض الأدوية المستخدمة لتحفيز نمو البويضات وتطور نوع معين من أورام المبيض، إلا أن الدراسات الحديثة لا تدعم هذه النتائج، ولا يبدو أن هناك زيادة ملحوظة من خطر الإصابة بسرطان الثدي أو بطانة الرحم أو عنق الرحم أو المبيض بعد التلقيح الاصطناعي.
7. الإجهاد
يمكن أن يكون التلقيح الاصطناعي مستنزفًا للزوجين ماليًا وجسديًا وعاطفيًا.
8. الولادة المبكرة وانخفاض وزن الجنين عند الولادة
تشير الأبحاث إلى أن الحقن المجهري والتلقيح الاصطناعي يزيد قليلاً من خطر ولادة الطفل مبكرًا أو قلة وزن الطفل عند الولادة.
تأثير الحقن المجهري على نمو الطفل
الحقن المجهري لديه بعض العيوب لأنه يهزم العملية الطبيعية لاختيار الحيوانات المنوية؛ بمعنى أنه في التلقيح الطبيعي تقرر الطبيعة أفضل الحيوانات المنوية التي تحتوي على أفضل المواد الوراثية للوصول إلى البويضة من أجل زيادة فرص الإخصاب، ولكن في حالة الحقن المجهري يتم اختيار الحيوان المنوي بواسطة الطبيب، لذلك فهذا لا يضمن لك الحصول علي مادة جينية صحية أو معدلات نجاح مائة بالمائة.
مع ذلك فإنه لا يوجد حاليًا بحث قوي يثبت أن أيًا من الأطفال القادمين من عملية الحقن المجهري قد أصيب بضعف في مهاراتهم المعرفية والحركية أو مشاكل في النمو.
قد يهمك: الفرق بين الحقن المجهري والتلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب.
هل الحقن المجهري يسبب تشوهات؟
طبٌقًا لبعض الدراسات والأبحاث، تعد التشوهات أحد مخاطر الحقن المجهري، حيث تزيد نسبة حدوث التشوهات حوالي 1% عن الأطفال المولودين بصورة طبيعية، إلا أن هذا يخضع للكثير من العوامل الأخرى، كعمر الأم أو أسباب العقم، والتي قد تحمل نفس نسبة حدوث التشوهات، سواء أن كان الحمل عن طريق الحقن المجهري أو بأي صورة أخرى.
هل الحقن المجهري يسبب السرطان؟
هناك جدل قائم بين العلماء والأطباء حول هذا الأمر، حيث تشير بعض الدراسات إلى زيادة نسبة حدوث سرطان الثدي وعنق الرحم كأحد مخاطر الحقن المجهري نتيجة التعرض لأدوية التبويض وما شابه، إلا أن بعض الدراسات الأخرى تنفي وجود أي علاقة بين السرطان والحقن المجهري.
إلا أنه في كلتا الحالتين لا يعتبر السرطان مصدر قلق، حيث تعتبر متلازمة فرط نشاط المبيض والحمل المتعدد مخاطر أكبر فيما يخص الحقن المجهري.
نصائح للرجل قبل عملية الحقن المجهري
قبل عملية الحقن المجهري، ينصح الرجل بالحصول على فحص للحيوانات المنوية، لكي يتم تحديد عدد وجودة الحيوانات المنوية قبل عملية الحقن المجهري، حيث يؤثر ذلك على نسب نجاح الحقن المجهري بصورة كبيرة.
فإذا كانت هناك أي حيوانات منوية مشوهة أو ضعيفة، يؤثر ذلك على نمو الأجنة مما يؤدي لفقدانها بعد زراعتها داخل الرحم.
كما أن قلة أو انعدام الحيوانات المنوية في السائل المنوي يحدد طريقة الحصول عليها أثناء مرحلة تخصيب البويضة، حيث يتم اللجوء لسحب عينة من الحيوانات المنوية مباشرة من الخصية في بعض الأحيان.
نصائح للمرأة قبل عملية الحقن المجهري
من أهم النصائح التي يجب على المرأة اتباعها قبل عملية الحقن المجهري هي الحصول على منظار رحمي قبل القيام بالعملية، حيث يحتاج الطبيب للاطمئنان على التجويف الرحمي والتأكد من عدم وجود أي مشاكل قد تعيق عملية زراعة ونمو الأجنة، كالأورام الليفية أو البطانة المهاجرة أو ضعف بطانة الرحم أو حتى وجود العدوى أو الالتهابات.
كما يمكن أيضًا أن تطلب المرأة تجميد بعض البويضات الزائدة عن الحاجة إن وجدت، وذلك لعدم تكرار كل مراحل العملية السابقة والاكتفاء بالمرحلة الأخيرة في حال احتاج الزوجين لإجراء العملية مرة أخرى، سواء للحصول على طفل آخر أو في حال فشل العملية.
نصائح بعد فشل الحقن المجهري
من المھم جدًا بعد فشل عملیة الحقن المجھري، الحصول على الدعم النفسي الكافي لكل من الزوجين، حیث تعد عملیة الحقن المجھري مرھقة جدًا نفسيا ومعنويا، ما أن نسبة نجاحها لا تتعدى 60% في أحسن الأحوال.
بالإضافة إلى ذلك فإنه یجب الانتظار مدة لا تقل عن شھرین في حین قرر الزوجین الخضوع للعملية مرة أخرى.
قد تبدو مخاطر الحقن المجھري متعددة ومثیرة للقلق، إلا أن ھذا لا يختلف عن أي عملية أخرى، بل على العكس تعتبر عملیات الحقن المجھري من أقل العمليات خطورة وأكثرها كفاءة.
لذا یجب على كل زوجین قرروا الخضوع لتلك العملية التحلي بالصبر، وعدم الیأس عند فشل العملیة، واتباع النصائح المذكورة، حتى تمر تلك الفترة بسلاسة وبأقل ضرر.
قد يهمك: الأكل الممنوع بعد الحقن المجهري.
الأسئلة الشائعة
هل عملية الحقن المجهري خطيرة؟
لا تعد عملية الحقن المجهري خطيرة، إلا أن لها بعض المضاعفات في أحيان قليلة، مثل حدوث زيادة تحفيز المبيض أو الحمل المتعدد أو الحمل خارج الرحم.
ما هي الآثار الجانبية لأدوية الحقن المجهري؟
تعد متلازمة تحفيز المبيض من أكثر الآثار الجانبية الشائعة لأدوية الحقن المجهري.
هل عملية الحقن المجهري مضمونة؟
تعتبر نسبة نجاح الحقن المجهري في العموم حوالي 48%، إلا أن تلك النسب تتغير بصورة كبيرة تبعًا لعدة عوامل، مثل عمر الأم وحالة المبيض والرحم وحالة الزوج وأسباب العقم وغيرها.