هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى العقم أو تأخر الحمل والإنجاب لدى الأزواج، إما بالنسبة لمشاكل تعاني منها الزوجة، أو الزوج أو كليهما.
إن كنتِ تعانين من تأخر الإنجاب ويسبب لك ذلك القلق والحزن الشديد، يجب عليكِ قراءة المقال التالي، حيث نشرح لك بالتفصيل أهم الطرق المستخدمة لعلاج تأخر الإنجاب عند النساء بالتفصيل.
محتوى المقال
تأخر الإنجاب عند النساء
يعد تأخر الإنجاب من أهم المشاكل التي قد تواجه الأزواج، خاصة مع المحاولات المتكررة التي تنتهي بالفشل.
في ⅓ الحالات، تكون الزوجة هي المسؤولة عن تأخر الإنجاب نتيجة العديد من الأمراض والحالات الصحية التي قد تصيب الجهاز التناسلي، أو بعض الأمراض المناعية والجسدية الأخرى.
ولكن لحسن الحظ، يوفر الطب الحديث والتكنولوجيا المتطورة الكثير من الطرق التي تساعد على علاج تأخر الإنجاب لكل من الجنسين.
أسباب تأخر الإنجاب عند النساء
توجد الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الإنجاب عند النساء، والتي من أهمها اضطرابات التبويض وضعف مخزون المبيض.
تولد الأنثى وهي تمتلك مخزون البويضات التي تنتجها طوال حياتها والذي يقارب المليون بويضة، ويُعد التقدم في العمر هو العامل الرئيسي وراء ضعف مخزون، والذي يتناقص تدريجيًا مع الوقت.
أثناء الدورة الشهرية ينتج المبيض 5 إلى 25 بيضة في كل دورة وترتبط القدرة على الإنجاب بشكل كبير بالمرحلة العمرية التي تمر بها السيدة، وذلك كالآتي:
- في فترة العشرينات، تقوم المرأة بإنتاج عدد كبير من البويضات عالية الجودة لذا فهذه الفترة هي من أفضل الفترات لإنتاج البويضات.
- خلال فترة الثلاثينات، تبدأ المرأة في إنتاج عدد أقل من البويضات بالتدريج بشكل تدريجي.
- بالنسبة لفترة الأربعينات فتفقد النساء في الغالب القدرة على الحمل أي حوالي 5-10 سنوات قبل انتهاء الإباضة والحيض.
- ثم تأتي فترة انقطاع الطمث وهي بذلك تكون نهاية الفترة الإنجابية لدى المرأة بشكل مطلق.
ملحوظة: هناك بعض الحالات من السيدات صغار السن واللاتي يعانين من نقص في عدد البويضات بشكل ملحوظ حتى أن البويضات لا تكاد تكفي سوى لمرحلة سن العشرينات.
بالإضافة إلى ذلك، قد يرجع تأخر الحمل إلى العديد من الأسباب منها: وجود عيوب كروموسومية في المبيض أو وجود أمراض مناعية تهاجم المبيض أو ربما بسبب التهاب في الحوض وبعض الأورام السرطانية أو الخضوع لجراحة المبيض وتناول بعض أدوية الخصوبة بشكل خاطئ.
كيفية معرفة مخزون المبيض
أكثر الوسائل دقة لمعرفة مخزون البويضات المتبقي في المبيض هو اختبار الدم لقياس مستويات هرمون يطلق عليه AMH.
وذلك بالإضافة إلى التصوير بالموجات فوق الصوتية باستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية الذي يتم وضعه في المهبل.
كلما قل مستوى الهرمون فيشير ذلك إلى قلة مخزون البويضات في المبيض وكلما زادت النسبة دل ذلك على ارتفاع نسبة مخزون البويضات أي زيادة الخصوبة عند المرأة، ويتم إجراء التحليل عن طريق أخذ عينة من الدم في أي وقت من الشهر.
كدليل عام، تمثل المستويات التالية (بالنانوجرام لكل مليلتر) الحد الأدنى لقراءات هرمون AMH في الدم حسب العمر:
- 45 سنة: 0.5 نانوغرام / مل.
- 40 سنة: 1 نانوغرام / مل .
- 35 سنة: 1.5 نانوغرام / مل.
- 30 سنة: 2.5 نانوغرام / مل.
- 25 سنة: 3.0 نانوغرام / مل .
علاج تأخر الإنجاب عند النساء
هناك الكثير من الطرق المستخدمة لعلاج تأخر الإنجاب عند النساء، من أهمها:
1. الحقن المجهري
تُعد تقنية الحقن المجهري هي وسيلة من وسائل الإخصاب المساعد، والتي تُعد من أفضل الوسائل من حيث النتائج وذلك لعلاج حالات تأخر الإنجاب لفترة تزيد عن سنة مع ممارسة العلاقة الزوجية بشكل منتظم دون استخدام أي وسيلة لمنع الحمل.
بالإضافة إلى الحالات الصحية التي يكون بها انعدام أو ضعف شديد في عدد أو حركة الحيوانات المنوية في السائل المنوي للزوج، وأيضاً لعلاج انسداد قناتي فالوب عند الزوجة.
2. أدوية التنشيط
تعتبر أدوية الخصوبة العلاج الرئيسي للنساء المصابات بالعقم بسبب اضطرابات التبويض وهي جزء لا يتجزأ من عملية الحقن المجهري، وتعتبر أيضًا الخط الأول لعلاج الأزواج الذين يعانون من سبب غير واضح لعدم حدوث الحمل.
تُستخدم ادوية الخصوبة في التلقيح الصناعي لتحفيز عملية التبويض وتحضير رحم المرأة للحمل، يتم تناول معظم تلك الأدوية إما عن طريق الفم أو عن طريق الحقن، وعادة ما تكون الآثار الجانبية لأدوية الخصوبة خفيفة وقد تقتصر على تهيج الجلد في منطقة الحقن.
في حالات النسب المنخفضة من هرمون AMH يتم وصف جرعات أعلى من أدوية الهرمونات الُمنشطة للمبيضK وعلي العكس تماما في حالات النسب الطبيعية للهرمون يتم إعطاء المريضة جرعات أقل من أدوية التنشيط لتفادي فرط التنشيط.
لذلك يرجى استشارة الطبيب قبل استخدام أدوية التنشيط، ولابد أيضًا من عدم تكرار محاولات تنشيط بشكل متتالي لما له من أثر سلبي على مخزون المبيض.
في حالة الخوف من نقص البويضات بسبب التقدم في العمر يمكن تجميد البويضات للحفاظ على عدد من البويضات الناضجة لاستخدامها لاحقًا.
أدوية الخصوبة الشائعة المستخدمة أثناء التلقيح الاصطناعي:
تُستخدم أنواع عديدة من أدوية الخصوبة أثناء التلقيح الاصطناعي، ويعتمد اختيار الدواء والجرعة المناسبة على عمر المريضة ونتائج التحاليل والبروتوكول المقرر من قبل الطبيب المعالج، من أكثر أدوية الخصوبة استخداما:
- الجونادوتروبين
تستخدم هذه الأدوية عن طريق الحقن وتعمل على زيادة نمو البويضات، والأكياس (البصيلات) التي تنضج فيها البويضة وترفع من مستوى الإستروجين قبل عملية التبويض.
على حسب الأدوية المستخدمة، فإن هذه الحقن تحتوي على نوع واحد من الهرمونات أو نوعين (FSH)(LH).
عادة ما تستخدم السيدات هذه الأدوية لمدة من 7 إلى 12 يومًا، وأثناء هذه الفترة سيقوم الطبيب بمراقبة حجم الأكياس ومستويات هرمون الإستروجين لتحديد ما إذا كانت الجرعات كافية أو إذا كانت السيدة بحاجة إلى جرعات أعلى.
الآثار الجانبية لهذه الأدوية تكون طفيفة بشكل عام وقد تشمل عدم الراحة في موقع الحقن والصداع والتعب.
- موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (hCG)
يتم استخدام هذه الحقنة أثناء التلقيح الصناعي لتحفيز إطلاق البويضة الناضجة.
تعتبر الآثار الجانبية لهذه الأدوية نادرة ولكنها قد تشمل الانتفاخ والتعب وتقلب المزاج وآلام في الثدي.
- الهرمون المنبه للبصيلات في الرحم (FSH)
يحفز هذا الهرمون تطور ونمو البويضات في المبيض، كما أنه تستخدم في بعض الأحيان لتحفيز إنتاج الحيوانات المنوية عند الرجال.
توفر شركة ميرك هذا الدواء في صورة أقلام معبأة مسبقاً مما يضمن سهولة التعامل والقدرة على التحسين نتائج العلاج من خلال التمكن من أخذ الجرعة ودقتها.
- شبيهات ومنبهات الجونادوتروبين (GnRH)
تعمل هذه الأدوية عن طريق منع التبويض المبكر ويتم وصفها عادةً بالاشتراك معها الهرمونات الأخرى FSH و hCG.
متى يجب على الزوجة زيارة الطبيب بشأن تأخر الإنجاب
إذا كان عمر الزوجة أقل من 35 عام، وعمر الزوج لا يتعدى 40 عام، فيمكن محاولة الإنجاب بالطرق الطبيعية دون تدخل طبي لمدة تتراوح ما بين 6 شهور إلى عامين، ويمكن بعدها زيارة الطبيب لمعرفة سبب تأخر الحمل.
إما إذا كان عمر الزوجة يتعدى 35 عام أو كان عمر الزوج أكبر من 40 عام، فينصح عدم الانتظار والتوجه إلى الطبيب في أقرب وقت، حيث تقل الخصوبة بشكل كبير مع التقدم في العمر، لذا يستحسن اللجوء إلى الطبيب لتحديد الخطوة التالية المناسبة لحالة الزوجين.
الخلاصة
يختلف علاج العقم وتأخر الإنجاب في الوقت الحالي كثيرًا عمّا سبق، حيث يوفر الطب الحديث والتكنولوجيا المتطورة الكثير من الطرق التي تساعد على زيادة فرص الحمل والإنجاب.
توجد الكثير من الأسباب التي قد تؤدي إلى تأخر الحمل في النساء، من أهمها اضطرابات عملية التبويض ونقص مخزون المبيض، والذي يمكن علاجه عن طريق استخدام أدوية التنشيط.
كما تتوفر أيضًا الكثير من العمليات التي تساعد على الحمل والإنجاب، مثل عملية الحقن المجهري والتلقيح الصناعي داخل وخارج الرحم، كما تتوفر أيضًا عملية تجميد الأجنة، والتي يمكن المرأة من المحاولة عدة مرات، دون الخضوع إلى جميع الخطوات في كل مرة.
الأسئلة الشائعة
هل يمكن أن يتأخر الحمل بدون سبب؟
نعم، في ⅓ حالات العقم وتأخر الإنجاب، يكون السبب غير محدد، وحينها يكون الخيار الأمثل هو عمليات الحقن المجهري أو التلقيح الصناعي.
متى نقول أن هناك تأخر في الحمل؟
يعتبر الأطباء أن هناك تأخر في الحمل عند محاولة الزوجين للحمل لمدة تتراوح ما بين 6 شهور إلى عامين.
ما هي مدة الحمل بعد الزواج؟
يمكن أن يحدث الحمل في أي وقت بعد الزواج، حيث لا يوجد مدة محددة لذلك.
هل يمكن أن يحدث حمل بعد اسبوعين من الزواج؟
نعم، يمكن أن يقوم الحيوان المنوي بتلقيح البويضة من أول مرة يتم ممارسة العلاقة الزوجية فيها، وقد تظهر أعراض ذلك الحمل خلال إسبوع إلى إسبوعين من الزواج.