مع تقدم التكنولوجيا والتطور الطبي الحالي، أصبح التعامل مع العقم وتأخر الإنجاب أسهل بكثير مما كان عليه في الماضي، حيث توجد الكثير من الطرق والعلاجات المختلفة التي يمكنها التعامل مع تأخر الإنجاب سواء لدى المرأة أو الرجل، ويعتبر الحقن المجهري من أفضل الوسائل المستخدمة في هذا المجال.
ولكن ما زالت هناك الكثير من الأسئلة التي تثير قلق الآباء والأمهات فيما يتعلق بهذا الأمر، مثل ما هي شروط نجاح الحقن المجهري؟ وما هي نسب النجاح؟ وكيف يمكن زيادة تلك النسب؟
سنناقش فيما يلي داخل هذا المقال كل ما يتعلق بتفاصيل وعوامل نجاح الحقن المجهري، كما سنقدم في نهاية المقال بعض النصائح التي قد تساعد على تحسين النتائج.
محتوى المقال
الاستعداد الصحي قبل الحقن المجهري
قبل أي عملية جراحية صغيرة كانت أم كبيرة يعاني الأشخاص من بعض القلق والتوتر، وهو أمر طبيعي، إلا أنه قد يؤثر بالسلب على المريض أو على نتائج العملية نفسها.
لذا إليك بعض الخطوات الصحية الجسدية والنفسية التي يمكن أن تساعدك على الاستعداد الصحي قبل عملية الحقن المجهري:
1. الأدوية
تبدأ مرحلة الاستعداد لعملية الحقن المجهري بحوالي 3 إلى 4 أسابيع، حيث يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية التي تضمن خروج البويضات الناضجة بشكل سليم واستخراجها في الوقت المناسب.
المرحلة الأولى
قد يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية التي تساعد على تنظيم الدورة الشهرية، وتبدأ المرحلة الأولى من أول يوم لنزول الدورة الشهرية.
المرحلة الثانية
من حوالي اليوم الثالث لنزول الدورة وحتى اليوم الثاني عشر، سوف يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية التي تساعد على تحفيز المبيض ونمو البويضات لضمان عملية استخراجها بشكل أفضل.
المرحلة الثالثة
مع اقتراب مرحلة التبويض، سوف تتلقين حقنة هرمون ال “hCG“، والتي تشتهر باسم حقنة التفجير، حيث تساعد -كما يشير الاسم- على تفجير حويصلات المبيض وخروج البويضات الناضجة.
بعد 36 ساعة تمامًا من تلقي حقنة التفجير، سوف تذهبين إلى عيادة الطبيب حيث يتم استخراج تلك البويضات بمساعدة السونار.
المرحلة الرابعة
في هذه المرحلة يكون الزوج قد قام بتوفير عينة من السائل المنوي، والتي تستخدم لتلقيح البويضات التي تم استخراجها من المبيض.
وفي نفس الوقت، يقوم الطبيب بوصف بعض أدوية البروجستيرون التي تساعد على نمو بطانة الرحم للاستعداد لزرع الأجنة، وتقليل فرص حدوث الإجهاض.
المرحلة الخامسة
بعد عدة أيام من تلقيح البويضات، تحضر الزوجة إلى العيادة مرة أخرى لزرع الأجنة، وهي خطوة بسيطة لا تتخطى عدة دقائق ولا تحتاج حتى إلى التخدير.
المرحلة الأخيرة
بعد حوالي عشرة أيام إلى اسبوعين، يقوم الطبيب بإجراء بعض الاختبارات والتحاليل للحصول على نتيجة الحقن المجهري والتأكد من نجاح عملية الحقن المجهري.
ملحوظة: قد تختلف بعض تفاصيل تلك الخطوات بين بعض النساء، خاصة المتعلقة بالأدوية، وذلك باختلاف الحالة الصحية لكل امرأة، لذا لا يمكن اعتبار الأدوية والخطوات المذكورة أعلاه قانونًا يتبع بحذافيره.
2. النظام الغذائي
تتساءل بعض النساء عن أنواع الأطعمة التي يفضل تناولها أو الابتعاد عنها في مرحلة الاستعداد لعملية الحقن المجهري، حيث يعتبر النظام الغذائي من أهم العوامل التي تؤثر على الجسم في تلك المرحلة.
وفيما يتعلق بهذا الأمر، ينصح بعض أخصائي النساء والتوليد بتناول نظام غذائي متوازن غني بالألياف والخضروات والبروتين والمكسرات، وهو ما يعرف أحيانًا باسم النظام الغذائي لدول البحر المتوسط، وهو النظام الذي تتبعه دول أوروبا التي تقع على البحر المتوسط، مثل إيطاليا واليونان وإسبانيا وفرنسا، من أمثلة تلك الأطعمة:
الخضروات
مثل البطاطس والبروكلي والطماطم والسبانخ والبصل والجزر.
الفاكهة
التفاح والموز والفراولة والعنب والبرتقال والبلح والتين والكمثرى.
البقوليات
العدس والحمص والفاصوليا.
البروتين
البيض، والسمك كالسالمون والجمبري والماكريل والساردين، والدجاج والبط، واللحوم الحمراء.
منتجات الألبان
كالجبن واللبن والزبادي.
الدهون
يفضل دائمًا استخدام زيت الزيتون والزبد، وتجنب الزيوت النباتية.
أما فيما يخص الأطعمة التي يجب تجنبها تمامًا في تلك الفترة:
السكر
لا نتحدث هنا عن السكر الأبيض فقط، وإنما يجب تجنب أيضًا العناصر الغذائية بالسكريات، مثل المشروبات الغازية والآيس كريم والمخبوزات وصوصات الأطعمة.
اللحوم المصنعة
كاللانشون والهوت الدوج والروزبيف.
الدهون والزيوت النباتية
مثل زيت السمسم وعباد الشمس.
الكربوهيدرات المعقدة
مثل المكرونات والخبر الأبيض والمقرمشات.
3. الرياضة
ينتشر الاعتقاد بين الكثير من النساء بضرورة التوقف عن ممارسة الرياضة تمامًا أثناء وبعد عمليات الحقن المجهري، وذلك خوفًا من التعرض للإجهاض أو الإضرار بالرحم في تلك الفترة، إلا أن الرياضة في حقيقة الأمر من أهم الجوانب اللازم اتباعها في تلك الفترة.
لذا ينصح أخصائي النساء والتوليد بالاستمرار في ممارسة الرياضة أثناء فترة الحقن المجهري، خاصة وإن كنت تتبعين نظامًا محددًا من قبل، وبالذات رياضة المشي.
يمكن التخفيف من الرياضة في حالة الحقن المجهري فقط إن كنت تمارسين رياضة الجري، حيث ينصح بتقليل تلك الرياضة والاكتفاء بالجري حوالي 15 ميل فقط في الأسبوع، أو استبدالها بالتمشية السريعة أو الرياضات الخفيفة الأخرى.
4. العادات اليومية
لا تؤثر العادات اليومية على شروط نجاح الحقن المجهري بالشكل الذي تظنه معظم النساء، يمكنكِ فقط التفكير بأنك في حاجة إلى الاهتمام بجسدك وصحتك النفسية بشكل أفضل أثناء مرحلة الحقن المجهري للحصول على أفضل النتائج.
من أهم النصائح المتعلقة بالعادات اليومية في فترة الحقن المجهري:
- الحصول على قدر كافِ من النوم، لا يجب أن يكون ذلك بالضرورة 8 ساعات يوميًا، فيمكنك تحديد الفترة الكافية التي يحتاجها جسمك للاسترخاء، حيث يختلف ذلك من شخص لآخر.
- الابتعاد عن التوتر والضغط النفسي، وهو أمر شائع حدوثه في تلك الفترة نتيجة القلق من خطوات العملية أو نتائجها، إلا أنه يؤثر على إفراز الهرمونات بشكل سلبي.
- تجنبي التدخين وشرب الكحول في تلك الفترة حيث يضر كل منهما بصحة وسلامة المبيض، مما يؤثر على نمو البويضات.
5. العلاقة الزوجية
يمكنك ممارسة العلاقة الزوجية بشكل طبيعي أثناء مرحلة الحقن المجهري مع بعض الاحتياطات، فيجب على الزوج الامتناع عن القذف لمدة 3 إلى 4 أيام قبل مرحلة التبويض والحصول على عينة السائل المنوي، حيث يوفر ذلك كمية مناسبة من الحيوانات المنوية تسهل عملية تلقيح البويضات.
كما يجب تجنب ممارسة الأوضاع الحميمة إلى تؤدي إلى الإيلاج داخل المهبل بصورة عميقة، حيث قد يضر ذلك بجدار المهبل.
الفحوصات اللازمة قبل إجراء الحقن المجهري
من أهم شروط نجاح الحقن المجهري هو التأكد من صحة المرأة واستعدادها الجسدي لخوض عملية الحقن المجهري، ويتم ذلك عن طريق عمل بعض الفحوصات والتحاليل التي تهدف للتأكد من ذلك، وتتضمن:
1. تحاليل الدم
يتم أخذ عينة من الدم لقياس بعض الهرمونات الهامة والضرورية لعملية الحقن المجهري، مثل:
- هرمون ال “FSH” المسؤول عن نمو الحويصلات داخل المبيض.
- هرمون ال”AMH” الذي يعبر من مخزون المبيض.
- هرمون اللبن أو يعرف باسم هرمون البرولاكتين، والذي يلعب دور أساسي في التأثير على عملية التبويض.
- هرمون الإستروجين، وهو من أهم هرمونات الأنوثة المؤثرة على انتظام الدورة الشهرية.
2. السونار
يستخدم السونار سواء لتحديد حالة المهبل والأنابيب والتأكد من عدم أي انسداد أو عيوب خلقية قد تعيق عملية زراعة الأجنة واكتمال الحمل بعد الحقن المجهري.
3. تحاليل السائل المنوي
لا تقتصر اختبارات ما قبل عملية الحقن المجهري على الزوجة فقط، حيث يجب أن يقوم الزوج أيضًا بإجراء تحليل السائل المنوي للتأكد من وجود عدد كافي من الحيوانات المنوية، وقدرة وسرعة الحركة الخاصة بها، وتحديد نسبة التشوهات الموجودة في العينة.
قد يهمك: مين عملت منظار رحمي قبل الحقن المجهري.
نسب نجاح الحقن المجهري
أثبتت عمليات الحقن المجهري نسب نجاح مرتفعة في الفترة الأخيرة، إليك بعض الاحصائيات:
- 32.2% في المائة في حالات النساء دون سن 35 سنة.
- 27.7% في حالات النساء بين 35 و37 سنة.
- 20.8% في حالات النساء بين 38 و39 سنة.
- 13.6% في حالات النساء بين سن 40 إلى 42 سنة.
- %5 في حالات النساء من سن 43 إلى 44.
- %1.9 في حالات النساء فوق 44 سنة.
وتختلف هذه الإحصائيات حسب مكان إجراء الحقن المجهري.
ما هي شروط نجاح الحقن المجهري
توجد 7 عوامل تؤثر على نجاح الحقن المجهري، وتعتبر من أهم شروط نجاح الحقن المجهري، وتتمثل تلك العوامل في:
1. المرحلة العمرية للأم
يلعب عمر الأم عاملاً رئيسًا في نجاح عملية الحقن المجهري. فكلما كانت الأم متقدمة في العمر، قلت نسبة نجاح العملية. كما أن تكرار المحاولة يضعف من الفرص في المرة القادمة.
ويعتبر سن الثلاثين فترة جيدة للمرأة لإجراء عملية الحقن المجهري، حيث تكون فترة الخصوبة عالية وحالة المبايض جيدة، بينما تقل الفرص بنسبة كبيرة في الأربعين.
2. ضعف بطانة الرحم
تُعد ضعف بطانة الرحم أحد الأسباب الرئيسية التي تتحكم في فشل عملية الحقن المجهري، فبالرغم من نجاح عملية تخصيب الحيوان المنوي بالبويضة، إلا أن الحمل يمكن ألا يكتمل بعد عملية الزراعة نتيجة ضعف بطانة الرحم.
3. الأورام الليفية
على الرغم من خضوع المرأة للفحوصات قبل إجراء عملية الحقن المجهري، إلا أن هناك بعض الأورام الليفية التي لا تظهر أثناء الفحوصات، وتسبب فشل الحمل بعد عملية زرع الجنين داخل الرحم.
ويمكن الحمل من خلال الحقن المجهري بعد علاج تلك الأورام الليفية وتكرار المحاولة فيما بعد، لذا من المهم البحث عن السبب المؤدي إلى ذلك.
4. تمدد في قناة فالوب
يحدث بعض التمدد في قناة فالوب مما يعيق الجنين من الانغماس داخل الرحم، فيتسبب في وفاته، وهذا سبب غير شائع.
5. ضعف الحيوان المنوي
من الممكن أن يصبح ضعف الحيوانات المنوية أحد الأسباب المؤدية إلى فشل الحمل عن طريق الحقن المجهري، بالرغم من قدرة الحيوان المنوي على تخصيب البويضة خارج الرحم، إلا أن أي تشوه بسيط أو ضعف قد يتسبب في عدم اكتمال الحمل ونزوله بمجرد دخول البويضة في الرحم.
6. الأمراض المناعية
يؤدي ذلك إلى وجود خلل بالجهاز المناعي، والذى يترتب عليه وجود أجسام مضادة للجنين، أو نشاط غير طبيعي لنوع خاص من خلايا الجهاز المناعي، والتي قد تهاجم الجنين في مراحله الأولى وتمنع الالتصاق في بطانة الرحم.
7. ضعف نمو الجنين
قد لا ينضج الجنين بصورة طبيعية بعد زرعه نتيجة مشكلات بالرحم أو حدوث التصاق في القنوات الداخلية أو خلل وراثي أو جيني، وربما إصابة الجنين بعدوى، فجميع تلك العوامل تتسبب في ضعف في نموه، مما يعيق اكتمال الحمل.
أعراض وعلامات الحمل بعد الحقن المجهري
كما ذكرنا أعلاه، يمكن للزوجين معرفة نتيجة الحقن المجهري بعد مرور حوالي عشرة أيام إلى اسبوعين من زراعة الأجنة داخل الرحم، إلا أن تلك الفترة تعتبر طويلة إلى حد ما وتزيد نسبة التوتر فيها.
لذا سوف توضح لكِ هتبقي ماما بعض الأعراض التي تشير إلى نجاح عملية الحقن المجهري وحدوث الحمل حتى قبل إجراء التحاليل والفحوصات، وتتضمن تلك الأعراض:
- ألم وتشنجات أسفل البطن شبيهة بآلام الدورة الشهرية.
- الدوخة أو الإغماء.
- الغثيان.
- القيء.
- نزول بضع قطرات من الدم.
- الشعور بالمغص أو الانتفاخ.
- التعب والإرهاق.
- الصداع.
- زيادة الرغبة في التبول.
- ألم أو الشعور بالثقل في الظهر.
نصائح بعد الحقن المجهري
بعد انتهاء مرحلة الحقن المجهري يمكنك ممارسة حياتك بشكل طبيعي لحين معرفة النتيجة، مع الابتعاد عن التوتر قدر الإمكان كما ذكرنا سابقًا.
في حالة نجاح العملية، ننصحك بالاستمرار في متابعة الطبيب الخاص بك مرة كل شهر على الأقل، لعمل فحوصات السونار والاطمئنان على صحتك، والتأكد من تناول الأدوية الموصوفة للحفاظ على حالتك الجسدية وحالة الجنين، وتجنب خطر الإجهاض، خاصة إذا لم تكن تلك المرة الأولى التي تقومين فيها بعملية الحقن المجهري.
أما في حال فشل عملية الحقن المجهري، فننصحك بالحصول وزوجك على الدعم النفسي اللازم قدر الإمكان، سواء من الأصدقاء أو الأحباء، أو حتى بالحصول على المساعدة الطبية المختصة من قبل طبيب أو معالج نفسي.
وإن كنت تريدين القيام بالعملية مرة أخرى، فينصح أطباء النساء والتوليد بالانتظار مدة 3 أشهر، حتى يستعيد بدنك الحالة الجسدية والنفسية اللازمة للحصول على أفضل النتائج.
قد يهمك: تجربتي مع الحقن المجهري بالتفصيل.
الخاتمة
يعتبر الحقن المجهري من أهم وأفضل الوسائل المستخدمة في علاج تأخر الإنجاب والعقم، وتصل نسبة نجاحه إلى أكثر من 30% في الكثير من الحالات.
توجد الكثير من العوامل المؤثرة على تلك العملية، والتي تعتبر من أهم شروط نجاح عملية الحقن المجهري، مثل عمر المرأة وحالة الرحم وبعض الأمراض المناعية وأيضًا الحيوانات المنوية لدى الزوج.
كما يمكن أيضًا التأثير على نتيجة الحقن المجهري قبل العملية، وذلك بالاستعداد الصحي قبل وبعد العملية، سواء باستخدام الأدوية أو بتغيير بعض الممارسات والعادات اليومية.
يمكنك الاستعانة بكل ما ذكرناه في هذا المقال فيما يخص عملية الحقن المجهري، ولكن تعتبر تعليمات الطبيب هي الأهم، حيث تختلف بعض الخطوات والتفاصيل ما بين مريضة لأخرى تبعًا لكل حالة.
قد يهمك: مين نجح معها الحقن المجهري من أول مرة.
اسئلة شائعة
كيف أعرف نجاح عملية الحقن المجهري قبل التحليل؟
يمكنك التعرف على نجاح عملية الحقن المجهري دون تحليل إن كنت تلاحظين ظهور بعض أعراض الحمل خلال أسبوع من عملية زراعة الأجنة، والتي تتمثل في: ألم وتشنجات أسفل البطن شبيهة بآلام الدورة الشهرية، الدوخة أو الإغماء، الغثيان، القيء، نزول بضع قطرات من الدم، الشعور بالمغص أو الانتفاخ، التعب والإرهاق.
هل تنجح عملية الحقن المجهري من اول مره؟
تصل نسبة نجاح العملية في أول مرة إلى أكثر من 30% في الكثير من الحالات، خاصة إن كان عمر المرأة لا يتعدى 35 سنة، ولا تعاني من أي أمراض أخرى.
ما هي الممنوعات بعد الحقن المجهري؟
يفضل التقليل من ممارسة الرياضة العنيفة بعد الحقن المجهري، خاصة رياضة الجري، كما يجب تجنب تناول الأطعمة النيئة في تلك الفترة، كالسوشي على سبيل المثال.